كشميري، إبتسام بنت محمد صالح عبد الرحمن

المؤرخ أحمد بن محمد الحضراوي ومنهجه في كتابة التاريخ (12520-1327 هـ) / إعداد إبتسام كشميري. - 192، 35 ورقة ؛ 30 سم

يشتمل على ملاحق.



ببليوجرافية : ورقة 175-193.

ولد المؤرخ أحمد بن محمد الحضراوي في مصر عام 1252 هـ / 1836 م. ثم انتقل مع أسرته للمجاورة في مكة المكرمة وله من العمر سبع سنوات، فنشأ في الحجاز في وقت تجددت فيه أسباب عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي في الأقليم. لكن ظل الحرمان الشريفان قلبا نابضا تلتقي فيهما ثم تتفرع عنهما تيارات الثقافة الإسلامية في العالم الإسلامي. فانخرط فيها مؤرخنا وانطبع بطباعها. متتلمذا على نخبة من شيوخ العالم الإسلامي المعدودين ثم معلما اشتهر من تلاميذه نفر عرفوا فيما بعد كعلماء في الشريعة الإسلامية. متممين بذلك حلقة من سلسة تواصل المعرفة الإسلامية طوال عصور التاريخ الإسلامي. أثر الحضراوي حياة الزهد والتقشف مكتفيا في تأمين معاشه بنسخ الكتب وبمكافات لم تكن ثابته ولا كافيه. غير أنه عاش حياة اجتماعية نشطة فوصفه كل معارفه بحسن الخلق وحب العلم. توفي في مكة المكرمة سنة 1327 هـ / 1909 م. ألف الحضراوي عدد من الكتب في علوم الشرع والأدب والتاريخ فقد أغلبها وشمل الموجود من مؤلفاته في التاريخ أربعة كتب في تاريخ مدن الحجاز الرئيسية مكة المكرمة والمدينة المنورة وجدة والطائف. ومؤلفات أخرى في التراجم والتاريخ العام للعالم الإسلامي ومختصرا عن أمراء الحج. وكان مما ساعد الحضراوي في كتابته للتاريخ صلات أسرته العلمية والعائلية بالإشراف أمراء مكة التي قربته من الجهات الرسمية صانعه الأحداث في الحجاز كما سهلت رحلاته واشتغاله بتدارس العلم الاختلاط بكافة فئات الناس في الحجاز وخارجه. لكن التاثير الأكبر على شخصيته الحضراوي كمؤرخ كان لخلفيه ثقافته الإسلامية التي عرفته بأهمية التاريخ وأعطته الكثير من الإيجابيات لشخصية المؤرخ المسلم كضرورة تحري الصدق، والأمانة، والدقة، والحرص على نقد الخبر على منهج النقد عند المحدثين وأن ورث أيضا شيئا من سلبيات بعض المؤرخين المسلمين ومنها الأخذ بالخطوط العريضة لمنهج النقد في علم الحديث والذي لا يحرص على تفاصيله في التاريخ الحرص نفسه الذي يؤخد به في الحديث فكثيرا ما يكتفي بعدالة الراوي. كما وجد في كتابات الحضراوي شيء من التحيز والبعد عن الموضوعية حيث مثلت كتاباته وجهة النظر العثمانية خاصة في عدائها للدولة السعودية الأولى والدعوة السلفية الإصلاحية التي تبناها متثرا في ذلك بالدعاية السياسية وبكتابات من سبقه أو عاصره من المؤرخين الحجازيين. ويلاحظ في مؤلفاته الحضراوي أيضا اهتماما بالبدع والخرافات والتي كانت انعكاسا للجمود الفكري في عصره. وقد حددت مدرسة التاريخ الإسلامي لمؤرخنا الموضوعات واختطت له المناهج والإطار العام للأسلوب فقد كتب في التاريخ السياسي والتراجم وتاريخ الفضائل والمآثر وهي أهم الموضوعات للتاريخ الإسلامي وقد كتبها بصورة عرض متعارف على توزيع المعلومات التاريخية فيها سلفا كتواريخ المدن والتاريخ العام الذي كانت تمتد فترته الزمنية من بدء الخليقة حتى زمن تأليف الكتاب متبعا طريقة السرد التاريخي لا الطريقة الحولية. وحمل أسلوب الحضراوي نفس الخصائص والطابع العام لمؤلفات التاريخ الإسلامي من حيث سهوله الألفاظ ووضوح المعنى. وأن اعترى كتاباته كثير من الماخذ اللغوية والنحوية التي نتجت عن حالة التدهور الثقافي التي شكلت ما يقارب من الظاهرة المألوفة في زمنه وقد اهتم مؤرخنا في أحيان قليلة بتقصي الأسباب للأحداث ولم يكتف بسردها سردا أخباريا فقط كما عني بتحليل ونقد مصادره الكثيرة والمتنوعة فكان أول من أعاد إلى الأذهان القول بقدم مدينة جدة عن عهد الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه. وأن غاب عنه تفاوت أهمية المصادر في احيان اخرى خاصة في الفترة السابقة لزمنه أو لما لم يشهده من احداث عصره، لكن المتتبع لمؤلفات الحضراوي ومعاصريه يلحظ دقته في سرد ما عايشه من الاحداث وأمانته في نقلها. وفيها تنحصر أهمية أعماله وهو الجزء من مؤلفاته الذي قدره له من التاريخ في الحجاز أو ترجم لأعيانه فيما بعد إذ كانت مؤلفات الحضراوي من المصادر الأساسية التي اعتمدوا عليها في مؤلفاتهم. ذلك أن كتابات الحضراوي عما عاصره من أحداث الحجاز أعطت صورة حيه صادقة لجوانب الحياة العامة في الأقليم في النصف الثاني من القرن الثالث عشر الهجري / التاسع عشر الميلادي.


الحضراوي، أحمد بن محمد بن أحمد، 1252-1327 هجري


التاريخ الإسلامي--مناهج بحث
المؤرخون المسلمون--تراجم

920.99