في رواية الربع الخالي وفي صحرائها الغامضة يلتقط الروائي لنا كنوزا ليصوغها قصصا سردية يفتح من خلاها مناخات جديدة، تشكل صدى لدينامية فضاء عربي في مرحلة التحول (الستينات من القرن العشرين) إلى فضاء أكثر ضيقا، والمكان الروائي هنا هو (المعتقل)، لكنه فضاء يتسع لتمر من خلاله قضايا تاريخية كبرى لطالما ظلت خافية على الجيل المعاصر، وقد اختار لها الروائي نقطة الإنطلاق من (أم المدائن)، مكان مولد بطل الرواية، لتنتهي في الغرف الضيقة في السجون. فحكايات خزندار هنا تكتب تاريخا سرديا، وقد انسلت بشخصيات متنوعة، ربما يعرفها الكثيرون. لكن الروائي لم يذكر أسماءها وإنما رمز للشخصية الأولى باسم (عامر الخماش) شخصية القاتل، الذي ورث أموالا كثيرة من والده الثري وبددها بلعب القمار والبارات، ارتكب جريمة قتل أحد العمال والضحية هو عامل مصري خرج ذات يوم في صحراء الربع الخالي، وصدمه عامر وحاول نقله لكنه مات، قتل كمجهول ودفن في الصحراء، وفي هذا إشارة عن الوضع المأساوي للداخل المصري في نهاية الستينيات بعد حرب أكتوبر وهو بالضبط الزمن الذي تدور حوله أحداث الربع الخالي، أحداث كثيرة تتزاخم في الرواية.
موجه للكبار.
There are no comments on this title.