ببليوجرافية : صفحة 312-318.
يتناول هذا الكتاب سيرة المحمل الذي كان يخرج كل عام في رحلة مقدسة تشتاق إليها الأنفس. ولكن التهمنا النسيان وتعاملنا معه بمنتهى الجحود والنكران : وأن ندير ظهورنا إلى تاريخنا... ! !، فأصبح المحمل في خبر كان، أو في ذمة التاريخ، إن المحمل كان مسيرة رحلات شعبية إلى بيت الله الحرام، وهذه المسيرة تدفقت ورسخت في وجدان ونبض عروق أمة لا إله إلا الله من العرب والمسلمين، كان بطل هذه المسيرة هو الجمل، بصبره، وجلده، وتحمله للمشاق والمسافات الطوال، عبر الرمال والمفاوز والقفاز، وكان شريكا للحجاج فى تحمله للعطش والموت دون الماء، وكذلك الموت برصاص المغيرين على القوافل من النهابة والسراق وقطاع الطريق، وأهم من كل ذلك التصور الشعبي بمعتقداته كان المحمل بقافلته يحمل كساء بيت الله الحرام. وكانت هناك عدة صناديق خشبية تعتلي ظهور الجمال، وتضم قطع كسوة الكعبة المشرفة، وكسوة لمقام خليل الرحمن سيدنا (إبراهيم)- صلى الله عليه وسلم- المجاور لبناء الكعبة المشرفة، كان هذا الركب يتكرر سنويا، فتلتف حوله الأفئدة، من استطاع زيارة بيت الله ووجد السبيل الميسر إلى ذلك، ومن لم يستطع وفي قلبه تتحرق لهفة وشوق يمنعها من أن يتحققا قلة ذات اليد... ! كانت مسيرة ورحلة جمعت الغنى والفقير، الكبير والصغير، طالب الغفران وطالب المال من التجار، هذه المسيرة وتلك الرحلة التي حفرت على مر السنين طريقا عميق في وجدان الأمة الإسلامية، فهل هذه المسيرة وتلك الرحلة بكل عمقها التاريخي يليق بهما أن ننساها ؟ !
There are no comments on this title.